يتوافد آلاف الشيعة يوميا على الأضرحة والعتبات المقدسة والمزارات في أرجاء العراق لاقامة مآدب إفطار جماعية وعائلية خلال أيام شهر رمضان الكريم.
ويزداد الإقبال في النصف الثاني مع اشتداد موسم العبادة سعيا إلى الظفر بليلة القدر، وأملا في كسر حالة الروتين في إقامة مآدب الافطار في البيوت.
وتشهد مدينة الكاظمية في بغداد، التي تضم مرقد الامام موسى الكاظم تدفق آلاف الاسر يوميا لاقامة مآدب الافطار في محيط الضريح في ظل إجراءات أمنية مشددة حيث تصطحب الاسر موائدها وتفترش في مجاميع مجتمعة ومتفرقة تضم نساء ورجال وأطفال على حد سواء ويتناولون وجبة الافطار التي تضم أكلات شعبية يتم السماح بدخولها بعد أن تخضع لتفتيش دقيق من قبل فرق الحماية المنتشرة في محيط الضريح.
وتقول مريم فخري (47 عاما)، وهي موظفة حكومية، "إن تناول وجبة الافطار بالقرب من الاماكن المقدسة له وقع كبير في نفوسنا فهي فضلا عن كونها من طقوس التقرب إلى الأئمة والدعوة إلى تحقيق أمنياتنا في العيش بأمان، ومباركة صيامنا، فهو جزء من حالة كسر الروتين في إعداد موائد الافطار في البيت وما يرافقها من جهد كبير من وقت الظهر حتى مدفع الافطار".
وإلى جانب هذه التجمعات تشهد مطاعم حي الكاظمية تدفق المئات من الاشخاص لتناول وجبة افطار شهية، ويعد طبق الكباب ابرز وجباتها حيث تشتهر هذه المدينة بهذا الطبق.
وينتظر آخرون قبالة بوابات المطاعم للحصول على وجبات إفطار سريعة تعرف محليا بالـ"السفري" حيث يتم تناولها على قارعة الطريق، إضافة إلى أطباق الحلويات مثل الزلابية والبقلاوة والدهينة حيث تشهد محال الحلويات هي الاخرى إقبالا كبيرا .
وما تشهده الكاظمية هي صورة من صور أخرى تشاهد أيضا بالقرب من ضريح الامام الحسين وأخيه العباس في كربلاء وضريح الامام علي بن أبي طالب في النجف وعشرات الاضرحة والمزارات الشيعية في ارجاء البلاد حيث تشرف الجهات الدينية هناك على اقامة مآدب افطار لتوفير طعام للصائمين الفقراء، إضافة إلى مآدب أخرى يقدمها الميسورون والاثرياء وتستمر إلى وقت السحور.
وقال أبو حسنين (58 عاما) وهو صاحب مطعم في حي الكاظمية: "يتم تهيئة وجبات الافطار منذ وقت مبكر لان المدينة تشهد يوميا تدفق الاف الاشخاص ونسبة غير قليلة منهم تتناول وجبة الفطور في المطاعم وتتناول عددا من الاطباق الشهية ابرزها طبق الكباب والتكة والشوربة والمقبلات وأطباق أخرى".
ويضيف "المطاعم تعج يوميا بالمئات من الاشخاص عند وقت الافطار".
وتقام في هذه الاماكن الصلوات والحلقات الدينية والادعية بمشاركة عدد من رجال الدين.
وتشارك أعداد كبيرة من قوات الجيش والشرطة في تأمين الحماية وتفتيش الزوار لتهيئة أجواء آمنه لهم وتحديد حركتهم في شوارع محددة وإغلاق الاخرى سواء بكتل أسمنتية أو أسلاك شائكة وسيارات للاجهزة الامنية فيما تقوم دوريات أخرى بالتجوال في الشوارع وفي محيط الاضرحة.
ويؤكد جاسم الركابي (26 عاما) وهو من عناصر الشرطة العمل على تأمين الحماية للزوار يومياً، رغم التدفق الكبير لاداء الزيارة طوال أيام شهر رمضان الكريم.
ورغم الانتشار الكبير لقوات الجيش والشرطة والإجراءات الأمنية المشددة فإن هذه المآدب لم تخل من الهجمات المسلحة أبرزها ما وقع الاسبوع الماضي بالقرب من مزار أولاد مسلم وأبو الجاسم في منطقة المسيب التابعة لمدينة الحله (100 كلم جنوبي بغداد) حيث سقط ثمانية أشخاص وجرح نحو 60 آخرين غالبيتهم من النساء والاطفال.