[center] د. مدني: من يشوش على إدارة المرزوقي يتحمل المسؤولية ولا للرحيل
الصادق: نادينا يدفع ثمن محاولات إسقاط الإدارة ونور يكشف الواقع المأزوم
ماذا يحدث في الاتحاد؟
سؤال كبير ما زال صداه يتردد في الأوساط الاتحادية خصوصاً، والرياضية في السعودية عموماً، فالكل يبحث عن الإجابة الأوفى التي ما زالت غائبة حتى عن صناع القرار في "البيت الأصفر".
فالتفريط بالنقطة تلو الأخرى صار ديدن الفريق في الدوري، إن عبر الهزائم التي افتتح أبوابها الشباب، واقتحمها الاتفاق، واستثمرها الهلال بخماسية مدوية، أو حتى عبر التعادل الذي فرضه الفتح وهو الضيف الجديد على حامل اللقب في عقر داره.
ولأن المصائب لا تأتي فرادى كما يقال، فقد توالت المصيبة تلو الأخرى على عميد الأندية السعودية، فهاهي الخلافات تدب في أوساط الشرفيين، وهاهو الجمهور يطالب برأس كالديرون، وبعض من الإعلاميين المهتمين بالشأن الاتحادي أخذ يمارس ضغطه ليفرض على رئيس النادي الدكتور خالد المرزوقي سياسة الأمر الواقع وهي الاستقالة، في حين لم يتأخر عديد من أنصار النادي في المطالبة بتسريح بعض اللاعبين بحجة أنهم باتوا منتهي الصلاحية الفنية.
وما زالت العاصفة تهدد باقتلاع الكثير في "البيت الاتحادي"، فقد بدأت باستقالة مدير الكرة حمزة إدريس، بعد التعادل مع الفتح ويرى مقربون أن الحبل بات على الجرار.
"دنيا الرياضة" في تقريرها سعت لسبر أغوار واقع الاتحاد الجديد، إن من خلال قراءة فاحصة للأحداث، أو بالوقوف على رأي المعنيين بالشأن الاتحادي، بغية حلحلته لمعرفة ما يدور داخل واحد من أكبر الأندية في السعودية بل في القارة الآسيوية على الإطلاق.
انعدام وزن
التعثر في خطوات الاتحاد بدأ بعيد عودة الفريق من العاصمة طوكيو خاسراً لأكبر استحقاق قاري وهو دوري الأبطال على يد بوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي، إذ كان لصدمة الخسارة وقعها على كل المنتمين للنادي، الذين كانوا ينتظرون عودة مظفرة لفارسهم الذي قدم أفضل النتائج وأروع المستويات في الملحمة القارية الكبرى، وعلى الرغم من قدرة الفريق على مسح بعض أحزانه بالفوز على نجران بنتيجة 3-1، إلا أن الجراح الغائرة ما زالت دامية، فبدأ الفريق يدخل مرحلة انعدام الوزن مع اول مواجهة ندية مع منافسه على اللقب فريق الشباب، حيث خسر المباراة بهدف نظيف، وما كاد الاتحاديون يستوعبون الصدمة حتى جاءت قاصمة الظهر على يد الاتفاق الذي فجر المفاجأة بفوزه بنتيجة 2-1 وكانت المفاجأة في أن الاتفاق هو احد متذيلي الترتيب وقد حقق فوزه الأول في المسابقة.
وكانت الخسارة من الاتفاق، كافية لتفجير براكين الغضب في البيت الاتحادي، خصوصاً وقد صاحبها حالة انفلات واضحة من اللاعبين، لاسيما قائد الفريق محمد نور الذي تعرض على إثر تلك المباراة للإيقاف في ثلاث مباريات، الأولى لحصوله على البطاقة الصفراء الثالثة، والثانية لحصوله على البطاقة الحمراء، والرابعة جاءت بقرار من لجنة الانضباط لتجاوزاته السلوكية تجاه الحكم المساعد.
ورغم أن الاتحاد عاد من جديد بعد تلك الخسارة لعزف نغمة الفوز على حساب غريمه التقليدي الأهلي الذي كسبه في "دربي جدة" بنتيجة 2-1، لكن الفوز لم يأت لأفضلية الفريق الاتحادي بقدر ما كان لسوء واضح في الفريق الأهلاوي، لتأتي بعده مواجهة المنافس اللدود على اللقب في الفريق الهلالي في "كلاسيكو" الكرة السعودية، ولم يدر الاتحاديون أن القدر يخبئ لهم خسارة مذلة لم يذوقوا طعمها منذ سنوات حينما منيت شباكهم بخمسة أهداف نظيفة أظهرت الفريق "الأصفر" كحمل وديع رغم إن بداية المباراة لم تكن تعكس شيئاً من ذلك.
وكانت "الخسارة الزرقاء" قاصمة الظهر ل"العميد"، ومبددة لكثير من آماله في الاحتفاظ باللقب؛ بدليل أن كثيرين من أنصار النادي بدأوا يرفعون الرايات البيضاء، معلنين التوقف عن مغامرتهم في البحث عن اللقب للعام الثاني على التوالي، ولحقهم في ذلك آخرون بعد التعادل مع الفتح.
نور والخلافات الشرفية
وفي خضم كل تلك الإشكالات الفنية، والعثرات على مستوى النتائج، طفت إلى السطح الخلافات الشرفية- الشرفية، أو الشرفية مع إدارة المرزوقي، وأبى قائد الفريق ونجمه الأكبر محمد نور إلا أن يزيد الطين بلة بممارساته المرفوضة، سواء داخل البيت الاتحادي، او خارجه، فبعد حالة الانفلات التي كان عليها في مباراة الاتفاق والتي دفع ثمنها بالإيقاف لثلاث مباريات، راح ليواصل مسيرة الخروج عن النص، بدخوله معركة التناطح الشرفي في النادي بتلاسنه فضائياً مع رئيس النادي السابق طلعت لامي، والتي كشفت عن حقيقة استخدام بعض اللاعبين من قبل بعض الشرفيين كأوراق لعب في تصفية الحسابات فيما بينهم، ثم تأتي مباراة الأهلي ليمارس نور عنترياته مع أحد رجال الأمن بعد حادثة إصابة مبروك زايد لإصراره على النزول لأرض الملعب ليأتيه قرار إيقاف جديد، قبل أن ينقذه العفو الذي أصدره الرئيس العام لرعاية الشباب. ومن الطبيعي أن يصبح نور وهو "الرقم الاتحادي الصعب" بمثابة الزيت على النار الاتحادية، ما أدى إلى دخول اللاعبين في نفق المشاكل الشرفية ما زاد من تعقيد الأمور، زيادة في تبعثر الأوراق الصفراء إداريا وفنياً.
المرزوقي في وجه العاصفة
ووسط طوفان المشاكل الذي اجتاح الاتحاد من كل حدب وصوب، بات رئيس النادي الدكتور خالد المرزوقي بين مطرقة النتائج والضغوطات الجماهيرية، وسندان المشاكل الشرفية والاختراقات الإدارية، ما جعل البعض يضعه في وجه المدفع بغية دفعه لاتخاذ قرار الاستقالة، ولعل تلك الضغوطات تجسدت في استقالة مدير الكرة حمزة إدريس الذي بدا انه غير قادر لا على مواجهة العاصفة ولا الانحناء لها ففضل الرحيل خشية أن تقتلعه.
الصادق يقرأ المشهد
حارس الاتحاد الدولي السابق والمحلل الحالي حسين الصادق يتفق تماماً مع من في رؤيته إلى أن أسباب الواقع الاتحادي المأزوم تعود إلى جوانب فنية وإدارية وشرفية، بيد أنه يرفض بعض القراءات في هذا الشأن.
ويقول: "أكبر مشكلة يعاني منها الاتحاد أن ثمة أشخاصا في البيت الاتحادي يعملون على تصيد الأخطاء وتضخيمها، للضغط على الإدارة، وهو ما انعكس على الوضع الفني فيه.
ويضيف: "ما أعنيه أن السبب الرئيس ليس فنياً؛ بدليل أن الجميع وحتى ما قبل شهر فقط كان يشيد بالأداء الفني، فليس من المنطقي أن نقول اليوم عكس ذلك، خصوصاً وان اللاعبين هم اللاعبون، والمدرب هو المدرب، والإدارة هي الإدارة".
ويشير الصادق إلى أن الفريق الاتحادي ورغم خسائره الثلاث امام الشباب والاتفاق وحتى الهلال، وكذلك تعادله الأخير مع الفتح كان يقدم مستويات مميزة، لكن النتائج التي خرج بها ألقت بظلالها على الواقع، مشدداً على أن الأمور لا تعدو وجود بعض الاخطاء من كالديرون، وضعف تركيز من اللاعبين.
ويتابع: "في مباراتي الشباب والاتفاق كانت الأفضلية اتحادية، بل حتى في مباراة الهلال كان الفريق في الشوط الأول يشاطر الهلال في المستوى الذي أوحى لنا أننا نشاهد مباراة في الدوري الانجليزي، بيد أن القراءة الفنية من كالديرون وضعف التركيز من اللاعبين حول المباراة لمصلحة الهلال مستوى ونتيجة خصوصا في الشوط الثاني فكانت الخماسية، وفي مباراة الفتح كان اللعب على مرمى واحد ولم تتح للأخير سوى ضربة الجزاء التي جاء منها هدف التعادل".
ويرفض الصادق الدعوات التي تنادي بإقالة كالديرون وتسريح بعض اللاعبين، مشدداً على أنها آراء انفعالية لا يجب ان تجد آذاناً صاغية.
ويشدد نجم الفريق السابق وحارسه المتألق طوال عقد كامل على أن ثمة من يسعى من خارج دائرة القرار الرسمي لزعزعة النادي، وبعثرة أوراقه الفنية.